رسالة إلى مجهول - محمد -

  • undefined
    undefined
  • 0



السلام عليكم..
أكتب هذه الرسالة أمام الجميع على أمل أن تصل للشخص المقصود منها، صديقي الثابت، وقد تختلف باقي المسميات تباعاً لما نرى فيه بعضنا.. أمضينا وقتًا طويلاً معًا، وأظن بأن أمامنا وقتٌ آخر طويل نقضيهِ معاً ان أحيانا الله، الحمد لله أولاً.. ثم أني لا أنسى لك مواقفك البطولية جدا بنظري، وان كانت أقرب منها للأمور البسيطة.. يكفي بأن بداية معرفتنا كانت في أمرِ جلل أصابني وساعدتني على تخطيه دون أن تطلب مني مقابلًا على ذلك، أشكر لك استعدادك على المبادرة في مد يد العون بالشكل الذي لم يزعجني في موضوعٍ يزعجني.. عندما ألمّت بي مُصيبة الفقد ( والدتي رحمة الله عليها) راسلتني وقلت ( اغفرلي تقصيري ) .. ابتدعت بتلك الجملة شيئًا لامس قلبي جداً.. واسيتني ومضت بنا الأيام.. شاورتُك في أكثر أموري المصيرية، ولم تخذلني عندما قلت ( افعل كذا وسأكون معك) ومضت بعد ذلك سنين وأنت معي عوناً وسند .. قد تختلف بعض ميولنا اختلافاً جوهرياً، كأن تكون محباً لشيء وأنا بِدَوري لا أحبه، لكن لتصل آليك الرسالة ( التي لا أعرف هل ستقرأها أم أنها ستكون في جدران هذه المدونة فقط) لكن صدقاً أود أن أشركك في كثيرٍ من الأمور الممتعة مع اصدقائي الآخرين، تدري لماذا؟ أتذكر جيداً عندما أخبرتك لأول مرة عن سر التسمية الخاصة بي ( ماسك ) وأخبرتني أنك أيضاً فردٌ من ( ماسك ) منذ ذلك اليوم، كنت سعيداً جداً أن أكتسب مودة أخوية كهذه ومازلتُ أتمنى لو أننا نتشارك الحديث بشكل يومي أيضاً، كثيرٌ من المشاغل تشغلك وتُشغِلني.. لكن لأن التباعد بيننا مؤخراً أصبح يمتد لأوقات طويلة، بتُ متردداً في أن أراسلك أو أن أضحك معك بالشكل الذي أعتدنا عليه،صديقي الثابت.. أنا لن أنسى بأني أصبحتٌ بعيداً عن الأرض التي تطأ عليها أقدامك، لكنك في قلبي جزءٌ كبير من الأوطان التي أنتمي إليها، لذلك.. ان حادثتُك صباحاً أو مساءً ويعتريني الخوف والقلق، فتذكر بأني لم أشعر بالأنتماء إلا إليك، صديقي.. كُنت شعلة السماء المضيئة دوماً في عيني، تُهتُ في جنباتِ الحياة بالعدد الذي لا يُحصى .. وأعدتني بعدد تلك المراتِ للصواب.. وبلغني حاضراً ياصديقي بأن أمراً ألم بك، أفقدك لوناً من الحياة وضياعاً في منعطفاتها، فإن كنت قانعاً بأن لك فضائلاً علي .. فاسمح لي بأن أكون نجماً في سمائك، يُعيدك إلى الطريق لمرة واحدة رداً لِعُرفانِك، قد لا أكون قريباً منك، وإيمانك بي يختلف عن إيماني فيك، لكن صنائع العُرفان لاتتطلب المكانة شرطًا لتمامِها .. فإن كنتَ تسمعُ ندائي أجبني، وان كنت قابلاً لعرضي أيضاً أجبني، سأرسم لك في رسالتي القادمة خريطةً لطريق العودة، تماما حيثُ كنتَ أول مرة .. لامعاً براق، تسُر العابرين وجزءً مني
والسلامُ عليكم،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق