ثرثرات

  • undefined
    undefined
  • 13
المساهمة في تسليط الاضواء على غيرك هو أسهل من أن تجعل محور الضوء تجاهلك، أرواحنا تفقد شعلة الضوء في داخلها لمجرد أن يموت من كان سببًا لها ..
تتلاشى في داخلي المشاعر، تكومت على نفسي وأظنني سلكتُ مسلكًا خاطئًا، بعد مبدأ العفو الذي كنت انشره بتُ لا أستطيع أن أعفو عن أحدهم، وتلك الايجابية التي انشرها أصبحت بلا معنى قائم .. لا أمانع أن ارى انسانًا سلبيًا ولا أقدم له من العون شيء، العفوية تحولت لشك يُثقل  قلبي .. ليس لشيء، تتجاوز عن كثير .. وتلحظ بأن استغلال الناس لأمورك هو عكس ماتتوقعه منهم .. ليس لك سلطة على نفسك بعد هذا .. تنقاد للتعامل بما يخالف بناء على ما رأيت لا ما تؤمن به .. ومالسبيل لعلاج هذا؟ الإنسان الذي لم يكن ينام مُطلقًا .. أصبح والنوم من أكمل الثنائيات التي رأيت .. الحب الذي مازال يؤمن به تتلاشى صورته، إني أرى بعيني بأن الانسان يصعُب عليه أن يقدم الثانية لآخر وان كان أخًا له .. فما دواعي الحب في هذا ان غاب عن قريبٍ لك؟ تتمنى ان يُرغم أنفك في ترابٍ وألا تقوم منه الا بعد ممات، لا رغبة لك لمخالطة البشر ولا أحاديث عابرة .. رغباتك محصورة في الترفيه النفسي الذي لم تجده في صداقات العمر التي مررت بها .. ثم ياعزيزي؟ صوتك لم يعد مسموعًا .. تكتب عن سجنٍ وأنت في زنزانتك .. الضوء والنجوم في عتمة الليالي، الربيع الذي ازهرك .. والشمس التي أضاءت طريقك .. كُلها انطفأت وغابت .. الذي مات فيك سابقًا وظننت أنك مشافى منه عاجلًا غير آجل، تجد بأن كثير من الأشياء لحقت بتوابعها السابقة دون جدوى الشفاء .. الشتاء المنتظر بات كابوسًا لا تريده .. النسمات الباردة تغزوك بذكرياتٍ أنت لا تريدها تكافح طوال عام وتستلم روحك لها في لحظات .. حُبك للحيوانات الأليفة معقود بمزاجك .. أي انك لاتحبها معظم الوقت .. وتحبها للحظات صغيرة .. صباح الجمعة الذي كان تنفيسًا لك مع صحبك .. أصبح وقتًا مُميزًا للنوم .. لا شيء يحدث تتهالك روحك وظاهرك قوي.  
-مالثرثرة العالقة في ذهنك؟ وان لم يكن، مالاقرب في الأعلى لقلبك.  

حتى لا يأكلك الندم

  • undefined
    undefined
  • 17



السلام عليكم، كنت أتصفح كعادتي مواقع التواصل التي أعتدت على أن ازورها كل ما تسنى لي الوقت، ووقعت عيني على عنوان نصه  " حتى لا يأكلك الندم " لمجرد قراءة العنوان يراود عقلك الكثير من الأشياء التي مرت واعتراك عليها الندم في وقت سابق، وبعضها مما مرت ولم يحالفك الوقت بعد لتبدي فيها ندمك وتراجع فيها نفسك ... الكثير وربما الأغلب ولعلي منهم ، ممن يردد دائمًا بأني لن أندم على قرارتي أو افعالي طالما كنت مقتنعًا بهذا .. لعل هذا من باب اثبات شيء من الذات أو تجاوز حقيقة بأن الإنسان لولا ندمه لما عدل عن كثير من الأشياء في حياته، قبل 3 سنوات من اليوم كُنت أمر ببعض الظروف التي كانت تجبرني على أن انزعج منها .. لعل ماكان منها هو تذمري من بعض تصرفات والدتي التي كانت تقع علي وعلى بعض اخواني، أتذكر كيف أني كنت كلما  ضاق بي الأمر هاتفت صديقي إبراهيم القارئ هُنا وكنت أحكي له الكثير جدًا ..  حينها أمور الندم لم تكن لتتسلقني حتى تصل موضع القلب وتحرك مابه لتخبره بأن كل شيء سيمُر، وبأن عمر والدتك أقصر من أن يكون لبضعة أعوام قادمة فالزم الصبر.
قبل أربعة أعوام، وفي أحد أيام الصيف الحارقة .. وسط ضغط العمل المريع الذي كنت أمر به حينها .. وقلة وقت الفراغ  .. ولسببٍ ما راودتني فكرة التخلي عن الكتابة ، لذلك دونت عن وداعية الكتابة بخاطرة أسميتها ( في يوم  21 ) وهو اليوم الذي وافق كتابتي لهذه الكتابة، صحيح قمت بحذها ومحوتها .. أزلت آثارها ولا أريد أن أرى لها طريقًا .. مع ذلك، ماكان في قرارة نفسي حينها كان نابعٌ من حقيقة وماتبعها من تدوينات وكتابات كانت محاولات لمحو ذلك القرار .. أظنني اليوم أوشكت على أن أمحوه .. لكن الندم مازال مصاحبًا ، أن أفقد أربعة أعوام من استمرارية الكتابة.
كُنت أتشارك قراءة الكتب مع أحد الأصدقاء، ولعلي لم أكن صائبًا في اختيار رفيق القراءة ذاك، أختلفت معه وبشدة لأكثر من مرة عن فوائد القراءة وعن القراءة الصحيحة، وكيف أنه كان يحاججني بقرّاء أساسًا لا أطيق سماع اسمهم فضلًا عما يقرؤون، مع ذلك أستمريت بهذا حتى فقدت الرغبة كُليًا في قراءة أي شيء حتى أتخلص من انزعاجي المستمر بوجهات النظر التي رأيتها مريضة ذات مرة، كان هذا يسبق الحدث الذي تمنيته طويلًا أن يكون قريبًا .. وكان هذا قبل الإعلان بحضور معرض الكتاب لأول مرة في مدينة جدة التي لا تبعد عني سوى دقائق وفي أقصى ظروفها ساعة. 
كنت عجولًا وأنا اقود السيارة، ولم أسمح لكبير السن بأن يمُر دون أن اقاطعه مسرعًا .. كنت على خصام مع أختي وأخي ومر اليوم دون أن أعتذر لهم ..  واعدت أحدهم ثم قمت بتأجيل موعدي ولم أحضى بعد ذلك بأي موعد .. كنت مخطئًا في حق أحدهم ولم أبادر بالإعتذار وأنعدمت من بعدها العلاقة .. لم أبادر السلام على صديقي الذي غبتُ عنه طويلًا وغاب طويلًا .. لعله في ظرف صعب وأنا مجرد مستكثر ..  أعتراني الندم لفتراتٍ طويلة ... ولكثيرٍ من الأمور .. أجد بأن الندم أحيانًا يُمهد لك طريقًا لتصحح فيه بعض أخطائك، هو فرصة للتحسين أكثر من كونه مبعوثًا يوحي لك بضعفك وهوان قراراتك .. بعد كل شيء أنت مازلتَ إنسانًا ، لم تخلق كاملًا لترى في ذاتك النقصان في ندمك.
وأنت ياصديق .. كم مرة أكل منك الندم؟.